أعلنت الحكومة المغربية إنشاء لجنة لتعزيز مكافحة الاتجار بالبشر، وذلك عقب إطلاقها حملة للتوعية بأشكال هذه الظاهرة وخطورتها في بلد أقرّ قبل ثلاث سنوات قانوناً فرض عقوبات مشددّة على من يدانون بهذه الجريمة.
وفي هذا الصدد قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إنّ الاتجار بالبشر “يعتبر عبودية حديثة، لا يمكن السماح به”، موضحاً أن الحكومة لن تدّخر جهداً من أجل دعم هذه اللجنة التي تضمّ ممثّلين عن وزارات عدّة. وأوضح أن هذه الظاهرة تستهدف بالخصوص الأطفال والنساء الذين يعانون من وضعية هشّة.
هذا وأطلقت النيابة العامة أخيراً حملة على قنوات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي للتوعية بمختلف أشكال الاتجار في البشر وخطورته، و”لتعبئة كاملة لجميع المواطنين من أجل محاربة هذه الظاهرة التي تحتقر الإنسان”.
وحريّ بالتذكير أنه قبل ثلاث سنوات أقرّت المملكة قانوناً فرض عقوبات مشددّة تصل لغاية السجن لمدة 30 سنة لمن يدانون بارتكاب هذه الجريمة. ويجرم القانون أشكالاً عدة من الاتجار بالبشر، بما في ذلك كل أنواع الاستغلال عن طريق العمل القسري أوالسخرة أو التسوّل أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرقّ.
ويُعدّ استغلال الأطفال في التسوّل أمراً شائعاً في شوارع بعض المناطق المغربية، كما تطالب جمعيات حقوقية منذ سنوات بحماية الطفلات خادمات البيوت ومكافحة استغلالهن. وبدأ السنة الماضية العمل بقانون يحدّد السنّ الدنيا للعمل المنزلي بـ18 سنة، لكنّه تضمّن فترة سماح مدّتها 5 سنوات يجوز خلالها تشغيل الفتيات اعتباراً من سنّ الـ16، في استثناء أثار احتجاجات المدافعين عن حقوق الانسان.
وفي سياق متصل تواجه السلطات المغربية أيضاً تحدّي تفكيك شبكات تهريب المهاجرين غير النظاميين نحو أوروبا انطلاقاً من سواحل البلاد الشمالية على الخصوص.
وفي هذا السياق أشاد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي بـ”الجهود الكبيرة التي تُبذل لمحاربة شبكات تهريب المهاجرين”، مؤكداً أن السلطات أحبطت منذ مطلع العام الحالي محاولات أكثر من 30 ألف شخص من الهجرة بشكل غير نظامي من البلاد.
وبالإضافة الى ذلك فكّكت السلطات أيضاً في الربع الأول من العام الحالي 40 شبكة لتهريب المهاجرين، بحسببيانات لوزارة الداخلية.