مسؤولة أممية: ظاهرة العنف ضد النساء بالمغرب لم تتراجع

11

شددت مسؤولة أممية على أهمية انخراط الرجال في محاربة العنف ضد النساء في المغرب، وذلك انطلاقا من مفهوم “الذكورة الإيجابية” الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة بالمغرب شعارا لحملة “16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات” بالمملكة، والتي تنطلق يوم 25 نوفمبر الجاري.

انخراط الرجال في الحملة

ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بشمال أفريقيا، ليلى الرحيوي، أبرزت ضمن كلمة لها خلال ندوة صحافية، مساء اليوم الأربعاء، أنه قد تم بذل جهود كثيرة لمواجهة ظاهرة العنف ضد النساء “ولكن للأسف الإحصائيات تبقى مهمة”.

وتشير المتحدثة إلى أن “الجميع واع بوجود عنف ضد النساء، وهناك قوانين واستراتيجيات وخطط عمل “لكن مع ذلك هذه الظاهرة لا تتراجع”.

تبعا لذلك، شددت المسؤولة الأممية على “أهمية انخراط الرجال أنفسهم في مناهضة العنف ضد النساء وأهمية التحسيس بأدوار الرجال الإيجابية في ذلك الإطار”.

ولذلك اختارت الحملة لنسخة هذه السنة في المغرب شعار “الذكورة الإيجابية: الرجال والفتيان يناهضون العنف ضد النساء والفتيات”، وهو الشعار الذي يأتي في ظل قلة “المبادرات التي تحث الرجال على البدء بإلقاء نظرة انتقادية على أنفسهم وما يعنيه أن تكون رجلا في مجتمعاتهم ونقاط الضعف والعواقب السلبية التي يمكن أن تنجم عن ذلك” بحسب ما يوضحه بلاغ لمكتب المنظمة الأممية في المغرب.

معاني جديدة للرجولة

منسقة برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، زينب الشبيهي، من جانبها، ترى أن “النظام الأبوي في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وفي العالم، يعزز العلاقات التي تقوم على الهيمنة والتبعية بين الرجال والنساء وبين الرجال أنفسهم والنساء أنفسهن”.

ونبهت المتحدثة إلى الدور الذي قد يلعبه المجتمع في تعزيز العنف ضد النساء، وذلك من خلال الأدوار النمطية التي يحددها في إطار ذلك النظام لكل من الرجل والمرأة، ومن خلال فرض وتطبيع سلوكات معينة تعزز، وفقها، “التمييز بين الجنسين والعنف ضد النساء”.

ولذلك، جاء اختيار شعار “الذكورة الإيجابية” الذي يسعى إلى التركيز على الأدوار الإيجابية للرجال في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات وتعزيز المساواة بين الجنسين، ولذلك أيضا جاء اختيار هاشتاغ “حيت أنا راجل” (لأنني رجل) للتأكيد على أن الرجولة لا تعني ممارسة العنف.

فالرجال، وفق الشبيهي، “يمكنهم تقديم معان جديدة لمفهوم الذكورة والرجولة” مبرزة أنه “ليس من الطبيعي ولا من اللازم أن تقترن الذكورة بالعنف”.

يشار إلى أن هذه التظاهرة تأتي في إطار الحملة العالمية “16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات” التي تنظم سنويا منذ عام 2008، بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة.

واختار مكتب المنظمة بالمغرب تيمة “الذكورة الإيجابية” شعارا لنسخة هذه السنة من الحملة، كما أرفقه بهاشتاغ “حيت أنا راجل”.

وبحسب الرحيوي فإن حملة الـ16 يوما لا تعني أن هناك 16 يوما فقط لمناهضة العنف ضد النساء، بل إنه “عمل يستمر طوال السنة ولكننا نتوقف في آخرها لتكثيف الجهود ولتقييم ما تم القيام به وتحديد ما يجب القيام به” وفق تعبيرها.

وتشارك في الحملة عدة مؤسسات وطنية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الأمم المتحدة والإعلام.

ومن المرتقب أن تشارك عدة مؤسسات رسمية كمتحف محمد السادس وبنايات الإدارة العامة للأمن الوطني في عملية “لون العالم بالبرتقالي” التي تهدف إلى إضاءة مجموعة من المعالم الأثرية والبنايات البارزة بالبرتقالي للتحسيس بظاهرة العنف ضد النساء.