نقطة نظام: لا للابتزاز

20

لو كانت في المغرب حياة سياسية سليمة ومجتمع مكتمل الأعضاء والحواس التي تسمح بالتفاعل مع المحيط، لكانت المعركة الأولى التي يتعبّأ لها الرأي العام المغربي، بجميع أطيافه السياسية والنقابية والمدنية، هي ما يتسرّب بين الفينة والأخرى عن وجود ابتزاز فرنسي مقيت للمغرب، بهدف إرغامه على منح صفقة إنجاز القطار المرتقب بين مراكش وأكادير للشركات الفرنسية.

يعلم الجميع الطريقة التي حصلت بها «ألستوم» الفرنسية على صفقة إنجاز القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء، في علاقة بصفقة طائرات «الميراج» الفرنسية المقاتلة التي تراجع المغرب عن اقتنائها مفضلا «إف 16» الأمريكية لأسباب يعرفها القائمون على الشأن العسكري الوطني والعارفون بمصالح البلاد في هذا المجال.

ونعلم أيضا أن الخبرة الفرنسية التي اشتريناها لإقامة هذا القطار كانت كلفتها مضاعفة مقارنة بخبرات أخرى موجودة في الشرق والغرب، كما أن النموذج الفرنسي في «تيجيفي» بات متجاوزا وفاشلا، ومن شكّ في ذلك فليراجع تقريرا للمجلس الأعلى للحسابات الفرنسي.

اليوم لا يوجد مبرر للصمت وتدبير هذا الأمر في الخفاء. على الدولة أن تصارح الرأي العام بما يجري، وعلى الطبقة السياسية والمؤسسات أن تتحمّل مسؤوليتها، كل من موقعه، فلايمكن أن نظلّ نهبا للاستغلال والابتزاز والتعامل الاستعماري، وتحريك ورقة الوحدة الترابية للمغرب لأهداف دنيئة.