مسجد الحسن الثاني : التحفة المعمارية الفريدة

16

لا تكتمل زيارة العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، من دون زيارة مسجد الحسن الثاني. زيارة هذا المعلم الديني والمعماري، تمنح الزائر فرصة الاستمتاع بما أنجزه الإنسان المغربي من إبداع معماري.

ويعتبر هذا المسجد أحد عجائب المغرب الفاتنة التي تبهر الزائرين وتسر الناظرين، فهو تحفة معمارية فنية راقية تجمع ما بين حداثة المعمار ، وأصالة الحضارة المغربية وتفردها، يُميزه علو بنيانه ومتانة أساسه .. مئذنته الأندلسية المربعة تعانق السماء في فخر وخشوع، وجذوره الحجرية الصلبة تضرب في عمق المحيط، لتجعل منه أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين بالأراضي المقدسة.
منارته العالية تهدي الزائرين ليلا ونهارا الى ذاك الجزء من المدينة، ويمكنك مشاهدة سفن المحيط التجارية راسية بامتداد المحيط في انتظار دورها لدخول مرفأ الميناء المجاور للمسجد الكبير.
ورغم ان المسجد اُفتتح في العام 1993، الا ان العمل لا يزال جاريا في الأبنية الملحقة بالمسجد، والتي تشمل قاعات دراسية ومكتبات ومشاريع عقارية ، كما تجري أعمال أُخرى لبناء وحدات سياحية وحدائق ومنتزهات على ساحل المحيط وبمحازاة المسجد.

يتميز مسجد الحسن الثاني بأشكاله الزخرفية المنقوشة على الطراز الأندلسي القديم ، وبمئذنته المربعة التي تشابه مآذن وصوامع تلك الفترة الإسلامية المزدهرة، ويصل ارتفاع المئذنة الى أكثر من 200 متر فوق سطح البحر، وبعرض 10 أمتار ، ويكسوها الرخام من كل جانب، ما يجعلها أعلى وأكبر مئذنة في العالم.
وعمارة المسجد هي مزيح ما بين عناصر الفن المغربي العريق، وطراز الأمويين المعماري القديم ذو الزخارف والنقوش المتحركة ، كتلك التي تُزين مساجد دمشق وقرطبة ، وقصور قرناطة الأندلسية بأبوابها المقوسة وأعمدتها الحجرية الضخمة.
ويتميز المسجد بفسيفسائه الخزفية الملونة المرصعة على جنباته، وتُميزه كذلك سقوفه الدائرية الشاهقة ، وجدرانه الرخامية العالية، أما صحنه الداخلي فتُزينه ألواح كبيرة من الزليج (الفسيفساء المغربي) ذو اللونين الأبيض والأخضر.
أما قاعة الصلاة بالمسجد فيغطيها سقف متحرك يُفتح اتوماتيكيا ، وبالمئذنة مصعد كهربائي يرتفع بك الى علو 200 متر في لمح البصر لتشاهد المدينة من كل اتجاه.