معايير أوروبية جديدة تعيق تصدير الأسمدة المغربية

10

توصلت مفوضية الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي أخيرا إلى اتفاق حول تحديد نسبة الكادميوم في المخصبات الفوسفاتية بعد عدة شهور من المفاوضات.
وأعلنت مؤسسات الاتحاد الأوروبي أن المعيار الجديد يحدد هذه النسبة في 60 ميليغراما للكيلوغرام، كما ينص على وضع علامة «ضعيف المحتوى من الكادميوم» على المخصبات التي تقل فيها نسبة الكادميوم عن 20 ميليغراما للكيلوغرام. كما أشارت إلى أن هذه الأسقف ستتم مراجعتها بعد أربعة أعوام من دخولها حيز التنفيذ بعد المصادقة عليها من طرف مجلس سفراء الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي.
ويجدر تذكير أن هذه الإجراءات تندرج في إطار سعي مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى وضع إطار قانوني جديد للمخصبات يهدف إلى تشجيع الصناعة المحلية للمخصبات العضوية عبر تدوير النفايات، من جهة، وإلى تخفيض اعتماد الفلاحة الأوروبية على المخصبات المستوردة إذ تستورد أوروبا 85 في المائة من احتياجاتها من الفوسفات، من جهة ثانية.
ويصدر المغرب سنويا زهاء مليوني طن من الفوسفات إلى الاتحاد الأوروبي، متبوعا بروسيا التي تصدر للاتحاد 1.6 مليون طن، ثم الجزائر بنحو 700 ألف طن. وتبلغ واردات الاتحاد الأوروبي من الفوسفات 6 ملايين طن سنويا. ومن شأن الإجراء الجديد أن يحد من صادرات منطقة شمال أفريقيا، وخاصة المغرب، والتي يتميز فوسفاتها بارتفاع نسبة الكادميوم مقارنة بالفوسفات الروسي.
وفي هذا الاطار وباعتماد الاجراء الجديد، يتخوف الفلاحون الأوروبيون من هيمنة روسيا على سوق الأسمدة، وامكانية أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع قوي لأسعار الأسمدة. ونظرا لكون الفوسفات ضعيف المحتوى من الكادميوم لا يمثل سوى 5 في المائة من الاحتياطي العالمي.
ويرتقب أن يتضرر المغرب بشكل كبير، إذ يمون حاليا 30 في المائة من السوق الأوروبية للأسمدة الفوسفاتية. وتقدر نسبة الكادميون في الفوسفات المغربي بين 29 ميليغراما و72 ميليغراما للكيلو حسب مواقع الإنتاج. وتشير المعطيات إلى أن إنتاج مناجم الفوسفات في منطقة بوكراع بالصحراء سيصبح غير قابل للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي في حال اعتماد هذه المعايير نظرا للارتفاع الكبير لنسبة الكادميوم التي يحتويها.