تألق متجدّد للمسرح المغربي في الإمارات

138

تميزت الأيام المسرحية المغربية الثانية في الإمارات العربية المتحدة، التي نظمت ما بين 7 و12 ديسمبر الجاري، بعرض مجموعة من الأعمال المسرحية؛ من ضمنها “سيدي عبد الرحمان المجدوب ” للراحل الطيب الصديقي.
وهكذا، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، كان عشاق أبي الفنون، من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالإمارات ومواطنين إماراتيين، على موعد لعرض هذا العمل المسرحي المتميز والرائع لـ”فرقة مسرح الناس” التابعة لمؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، في حلة جديدة، بكل من بمركزي “دبا الحصن “و”خورفكان” الثقافيين ومعهد الفنون المسرحية بإمارة الشارقة.
وقد ارتأى الفنان محمد مفتاح إحياء المسرحة بإخراج جديد وبرؤية فنية حديثة بعد أزيد من نصف قرن، حيث تتمحور حول الشيخ عبد الرحمان المجدوب برباعياته المتداولة في التراث الشعبي الشفاهي المغربي، المليئة بالعبر والحكم.
ويدون هذا العمل المسرحي، الذي ألفه الراحل الطيب الصديقي سنة 1966، مقولات الشيخ سيدي عبد الرحمان المجدوب، في سفره عبر مغرب العهد السعدي، حيث عمل على استنباط وسبر أغوار شخصية هذا الشيخ.
وقد جعلت مخلية المؤلف شابا من العصر الحديث، يعبر أجيالا وقرونا لتعلم فن الحلقة، فإذا به يصادف رواة جامع الفنا، في استحضارهم لسيرة سيدي عبد الرحمان المجدوب.
ومن خلال إخراجها الجديد استلهم الطيب الصديقي هذه اللوحة الفنية بأساليب فرجوية مغربية، مبرهنا على أن “الحلقة” هي نوع مسرحي عريق.
وأضاف مفتاح، في تصريح له، أن المسرحية تتوزع على عدة لوحات “شيقة برؤية حديثة تم خلالها المحافظة على التراث والقيم اللغوية وتم اختزال المشاهد لتفادي إحساس المتفرج بالملل، حيث يتم الانتقال به بين هذه اللوحات بشكل تدريجي من الهزل إلى الجد إلى الدراما “، معربا عن أمله في أن يسهم العمل المسرحي الخالد في إعادة تقريب التراث المغربي العريق إلى الجمهور منهم أفراد الجالية المغربية بالإمارات الذين استمتعوا بمشاهدة المسرحية.