“مغاربة أوروبا” يتوافدون على بريطانيا

43

ارتفعت أعداد المغاربة من حاملي الجنسيات الأوروبية، القادمين إلى بريطانيا، وذلك قبل دخول اتفاقية بريكست حيز التنفيذ.

وتعتبر ظاهرة الهجرة المغربية إلى بريطانيا جديدة، مقارنة مع الهجرة نحو باقي الدول الأوروبية، وتاريخيا، هاجر المغاربة ومنذ الخمسينات إلى فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، حتى بداية الثمانينات حين بدأ المغاربة بالاتجاه إلى إسبانيا ثم إيطاليا، ليصبح مجموع المغاربة في هذه الدول عامة بالملايين.

ورغم القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية، إلا أن المغاربة لم يهاجروا إلى بريطانيا، حيث إن عدد أفراد الجالية المغربية في المملكة المتحدة أقل من مئة ألف، رغم أن بريطانيا هي أول دولة أوروبية هاجر نحوها المغاربة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وتجدر الاشارة الى أنه من أسباب غياب الجالية المغربية عن بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، هو اتجاههم نحو الدول التي كانت قد استعمرت بلدهم وهي فرنسا، ثم اسبانيا بحكم اللغة. كذلك من جهتها الدول الأوروبية مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا توجهت للمغرب لاستقدام اليد العاملة، بينما اتجهت بريطانيا نحو مستعمراتها. ناهيك عن عائق اللغة الذي حال ايضا دون توجه المغاربة نحو بريطانيا.

وبدأت في الثلاث سنوات الأخيرة، هجرة مغربية ملحوظة نحو بريطانيا واسكتلندا، وخصوصا لدى مغاربة حاصلين على جنسيات أوروبية.

أما عن المغاربة الذين هاجروا من دول أوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا إلى الأراضي البريطانية، فيعتبرون الأسباب التي دفعتهم إلى الرهان على الهجرة الثانية من بلد أوروبي إلى آخر، اقتصادية بحتة. فاستمرار الأزمة في كل من إيطاليا وإسبانيا، يدفعه للبحث عن عمل في بريطانيا، ناهيك عن اعتقادهم بأن بريطانيا هي أرض الفرص للرقي الاجتماعي أكثر من باقي أوروبا، وخاصة الجنوبية، بالاضافة إلى تفضيلهم الانتقال إلى بريطانيا حتى يدرس أبناؤهم في جامعات بريطانية.

ويعد غياب جالية مغربية في بريطانيا من العوامل الرئيسية التي منعت تطور العلاقات بين المغرب وبريطانيا، نظرا لغياب العنصر البشري، على عكس دور المهاجرين في العلاقات مع إسبانيا وفرنسا ومؤخرا إيطاليا.