يراهن المغرب على الأمطار المتوقعة الأسبوع المقبل، التي تتوقعها مديرية الأرصاد الجوية، من أجل إنقاذ محصول الحبوب، الذي تأثر بموجة البرد التي عرفتها المملكة في الفترة الأخيرة.
وحسب المزارعين فإن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً لتحديد مآل محصول الحبوب في الموسم الحالي، لافتين إلى أن انحباس الأمطار منذ أكثر من شهر ونصف، أثّر على نموّ الحبوب في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
وقدّر متوسط تساقط الأمطار 140 مليمتراً، إلى غاية نوفمبر الماضي، مقابل 67 مليمتراً في الفترة نفسها من عام 2017، علماً أن مستوى التساقطات تضاعف في بعض المناطق، ليصل إلى 300 مليمتر في جهة فاس – مكناس، التي أضحت أهم منطقة في إنتاج الحبوب.
وتجدر الإشارة الى أن هذه التساقطات ساهمت في تعزيز مستوى المخزون في السدود، إذ وصل إلى 9.36 مليارات متر مكعب، حتى اليوم السبت، مقابل 5.78 مليارات متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء.
ولاحظت المندوبية السامية للتخطيط، أن الأمطار المبكرة ساهمت في دعم مخزون المياه في السدود، ودفعت المزارعين إلى التعبئة من أجل الاستعداد للموسم الزراعي.
ويلاحظ رئيس جامعة منتجي البذور خالد بنسلمان، أنه خلافاً للعام الماضي الذي تأخرت فيه التساقطات المطرية، دفعت تلك التي عرفتها المملكة في بداية الموسم الفلاحي إلى حرث الأراضي المخصصة للحبوب التي تقدر بنحو 4.5 ملايين هكتار. كما أشار الى أن التساقطات المرتقبة تأتي في وقت تأخر فيها نموّ الحبوب بالنظر لدورتها العادية، ما يؤشر إلى احتمال تراجع مردودية المحصول.
وفي هذا الصدد كانت وزارة الزراعة والصيد البحري، قد أعلنت تدابير من أجل إنجاح الموسم الزراعي، عبر توفير 2.2 مليون طن من البذور التي تسوّق بأسعار مدعمة من الدولة، مشيرة إلى أنه سيتم أيضا تخصيص 680 ألف قنطار من الأسمدة.