أحياء بائسة بمراكش تفرز متطرفين ومجرمين

15

يبدو حيّ العزوزية حيث أوقف عبد الرحيم خيالي، أحد المشتبه بهم في مقتل السائحتين الاسكندينافيتين في المغرب، بعيداً كلّ البعد عن الأحياء الراقية في مراكش جوهرة السياحة المغربية، بمناطقه السكنية العشوائية وباعته المتجولين وشبابه العاطلين من العمل.

فاطمة خيالي عمّة عبد الرحيم، هذا السبّاك البالغ من العمر 33 سنة الذي أوقف أخيراً إثر الاشتباه بتورّطه في جريمة قتل الطالبة الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن والنروجية مارين أولاند في منطقة نائية من الأطلس الكبير، تعجز عن تصديق ما حصل. وتقول المرأة البالغة من العمر 46 سنة في تصريحات لوكالة «فرانس برس» والحزن جليّ في عينيها: «هذه فاجعة لنا وللمغرب. لا أحد يتقبّلها».

وتخبر فاطمة خيالي إنه «كان يعمل سبّاكاً في فندق لكنه قرر فجأة ترك هذا العمل بحجة أن الفندق يقدّم الخمر». وتردف عتيقة الشابة التي ترعرعت معه في الحيّ أنه «بات يرفض إلقاء التحية على النساء والاختلاط معهن في الأعراس».

على بعد 50 مترا، كان يونس أوزياد (27 سنة)، الموقوف أيضاً للاشتباه بضلوعه في هذه الجريمة، يعيش في منزل والديه ويعمل نجّاراً. وهو كان شاباً لا يثير المتاعب «ولم نلحظ أي مؤشرات تنذر بارتكابه فعل كهذا»، بحسب ما قال عبد العاطي بائع الخضر في الحيّ.

أما عن يونس يذكر جيرانه أنه أطلق لحيته وبات يلبس على الطريقة السلفية منذ سنة أو أكثر قليلاً، وقبل ذلك «كان يدخن»، على حدّ قول جاره نور الدين. ويخبر الأخير «بدأ ينصحنا بالصلاة لكن بكلّ لطف».

وبحسب حسن خيالي قريب عبد الرحيم الذي ينشط في المجال الاجتماعي، استحالت المنطقة قنبلة موقوتة «قابلة للانفجار بسبب تفشّي آفة المخدرات والفقر والبطالة. كل أسباب الانحراف متوفرة هنا». هذه أيضاً حال قرية حربيل على بعد نحو 20 كيلومتراً من مراكش حيث كان يقيم مشتبه بهما آخران هما رشيد أفاط (33 سنة) وعبد الصمد الجود (25 سنة)، وقد كان كلاهما بائعان متجولان.