نظمت جامعة القاضي عياض، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مائدة نقاش وحوار لمقاربة موضوع “الجامعة كمنصة للحلول المبتكرة لرفع تحديات التنمية المستدامة في إفريقيا”، بمشاركة باحثين وسياسيين وممثلي القطاع العام والخاص ونشطاء المجتمع المدني.
وبهذه المناسبة، أوضح عبد اللطيف الميراوي، رئيس جامعة القاضي عياض، أن “الغاية من هذا الحوار هو تسليط الضوء على دور الجامعة لتصبح منصة حقيقية للتعاون من أجل ابتكار حلول لإشكالية التنمية المستدامة بالقارة السمراء” مضيفا ” لذا أحدثنا مركزا إفريقيا للحلول المبتكرة والمستدامة، يضم تخصصات متعددة، لنتعاون مع الجامعات الإفريقية”.
وأوضح هذا المسؤول أن وظيفة المركز هي التفكير في طرق المفاوضات والمناقشات حول مشاكل المدن والجامعات الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه المشاكل متشابهة وحلها بيد أطر القارة السمراء. وأضاف أن “الوقت قد حان للانعتاق من التبعية القاتلة للمؤسسات الجامعية الغربية، ومكاتب الدراسات التي تعتمد نظاما معلومياتيا خاصا بهندسة شوارع مدن أوروبية، ويطلب منها وضع خطة السير والجولان لمدن ذات خصوصية إفريقية”، مشيرا إلى أن وضع تصميم تهيئة لمدينة مغربية أو إفريقية يجب أن يستحضر خصوصية المدن الإفريقية. وضرب مثلا بذلك ما تعرفه طرقها من عربات مجرورة بالخيول “الكوتشي”، مؤكدا أن “الوقت حان لإنجاز حلول لمشاكلنا، لأننا بلغنا بابا يفرض علينا البحث عن الجامعة المناسبة لنا، والتفاعل معها بتفكير جديد منفتح يراعي القواعد العامة الدولية كذلك”.
وعن وظيفة المركز الإفريقي للحلول المبتكرة والمستدامة، قالت فاطمة أريب، مديرة مركز البحث إن “لهذه المؤسسة، التي تعتبر من الجيل الجديد، هدفا محليا وإفريقيا، يتمثل في التفكير الاستراتيجي للتعامل مع تحديات البيئة، والتفكير الجماعي لمواجهتها”. ومن مهمتها أيضا “البحث العلمي والتربية والتكوين المناسب لطالب اليوم، مما يفرض التسلح بالشجاعة لمراجعة البرامج وطرق التعليم، التي أضحت غير قابلة لأن تعيش معنا في عصر التحديات والذكاء الاصطناعي والرقمنة”، تضيف فاطمة أريب.
وأضاف أن هذه المؤسسة البحثية “ستساهم في إبداع أفكار خلاقة في مجال الفلاحة وتدبير النفايات والإجابة عن أسئلة أخرى تؤرق إفريقيا، كالتأمين الغذائي على سبيل المثال لا الحصر”.