القفطان.. سحر المغرب الذي يغزو العالم

68

استطاع القفطان المغربي الاستمرار مئات السنين منذ ظهوره، بل أثبت وجوده على ساحة الموضة العالمية. وأصبح اليوم خيار العديد من المشاهير في مناسبات عالمية.

فالقفطان المغربي التقليدي ليس مجرد أقمشة فاخرة وأشكال بل تاريخ وحضارة وتراث ونمط حياة كانت تعيش على إيقاعه المرأة المغربية منذ زمن بعيد.
أما في الأصل فقد كان القفطان المغربي لباسا خاصا بالرجال حيث يرجع تاريخه إلى أحد أعمدة الموسيقى الأندلسية “زرياب”  الذي اشتهر بأناقته الآفتة وارتدائه للقفطان فكان يجمع بين رقي الفن الأندلسي وروعة ألحانه وبين شموخه وكبريائه المتمثل في روعة حضوره بأبهى زي تقليدي عشقه الكثيرين وتوارثه بعده أجيال.
وسرعان ما انتقل عشق القفطان إلى النساء اللواتي تعلقن بهذه القطعة المميزة فطوّرنه وأدخلن عليه اللمسات الأنثوية وأصبحن يرتدينه في مناسبات الأعراس وغيره.. ولتعلق المرأة المغربية بهذا الثرات الأصيل فقد كانت تحتفظ بالقفطان كقطعة نادرة ونفيسة كالحلي والمجوهرات الثمينة أوأكثر وهذا سبب بقاءه ليومنا هذا محط اهتمام كل سيدة مغربية فهو من الضروريات في كل بيت مغربي وإرث غالي مازال محافظ عليه. بل هو ما يميزها عن أي امرأة أخرى في العالم.
ومع مرور الزمن وتطور الصناعة التقليدية على يد مصممين مغاربة زاد التفنن والإبداع في تصميم القفطان المغربي بما يلائم العصر مع عدم المس بأصله ومميزاته التقليدية فأصبح القفطان يصمم بأشكال فخمة و وألوان فاتنه وأشكال جذابة. وانتقل صيت وسحر هذه القطعة الفاخرة إلى بلدان أجنبية فظهر مصممون أجانب اختارو أن يضفو لمساتهم الفنية على هذه القطعة التي أصبحت محط إعجاب وعشق الكثيرين.
ولكن القفطان المغربي لم يخل من خصوصياته المميزة رغم تطوره فقد ظل محتفظا ببريقه ومحافظا على أصالته وهذه الخصوصيات تتمثل في المواد الخام الطبيعية التي كانت تستعمل في نسج الأقمشة، مثل الحرير وخيوط الذهب الخالص، لصنع قماش البروكار، أو الملف، أو المخمل. دون أن ننسى الصباغة النباتية التي تجعل الألوان جميلة ومشرقة رغم مرور كل هذه السنوات عليها.