بيت الشعر في المغرب يستضيف محمود درويش

14

تأكيداً لعمق العلاقة التي نسجها المغاربة مع محمود درويش، المبدع والإنسان، شكلت الذكرى العاشرة لرحيل شاعر «مديح الظل العالي» فرصة لاستحضار تجربة هذا الشاعر الفلسطيني الكبير، بمساهمة كتاب وتشكيليين، وذلك من خلال مظاهرة كبرى، أطلقها «بيت الشعر في المغرب»، بشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تحت عنوان: «محمود درويش في الرباط»، تضمنت على الخصوص ندوة ومعرضاً تشكيلياً، فضلاً عن صدور عدد خاص من مجلة «البيت»، بمشاركة مجموعة من الكتاب المغاربة والعرب، تصدرته صورة للشاعر الراحل، وعبارة «محمود درويش: أمشي كأني واحد غيري».
هذا وقد تميزت ندوة «محمود درويش والتجربة الشعرية وآفاقها الجمالية»، بحضور رسمي ومشاركة كتاب، بينهم محمد الداهي وعلال الحجام ومحمد بودويك وأحمد هاشم الريسوني وعبد السلام المساوي ومحمد العناز وحسن مخافي وخالد بلقاسم ومحمد آيت لعميم وبنعيسى بوحمالة وعبد العزيز بومسهولي وحسن مخافي ونبيل منصر، أجمعوا على عمق العلاقة التي ربطت الشاعر الراحل بالمغرب ومثقفيه بشكل خاص، وعموم العالم العربي، كما استعرضت قيمته كمبدع عبرت تجربته عن انشغالات الذات وهموم الجماعة.
وفي وصف لعلاقة محمود درويش بالمغرب، كتب مراد القادري، رئيس «بيت الشعر في المغرب»، تحت عنوان: «محمود درويش: الأثر الشعري»: «طورني القارئ المغربي.. جُملة كافية لوصْفِ طبيعَة العلاقة الشّعْـريّة والإنْسانيّة التي ربَطت الشّاعِر محْمُود درويش بالمغَاربَة والمغرب، البلدُ الذي أحبّه وتطلّع دوماً إلى مُعانقَتِه والإصْغاء لنبْضِ جُرحِه وقلقِ قصِيدته، فيما درويش، هُو الآخر، كان لا يكُفّ عن التصريحِ: أشعر بامْتنانٍ خاصّ لكرم المغرب والمَغاربة، إذ دلّوني على رحَابة لُغتنا وآفاقها، وعلى سِعَة مكانِها وفَضائِها. ودلّونِي على امْتدادِ بِلادِي الصّغيرة، بما هي أرْضٌ وشعبٌ ومَعْنى وقصيدة، في المكانة الإنسانيّة الرّحبة، فقد عمّقُوا إحْسَاسِي بالمسؤُولية الجمَالية والأخْلاقية إزاءَ علاقَة الشّعر بالواقِع والتاريخ، واتّجاه مَكْـر الالتباس الجمِيل بين الشّعر والنّثر، وعلّمُوني كيف احتضِن المسَافة كي أتأمّل أكْثر وأكتبَ أقل».