“ثورة الإلتراس” من الملاعب الى الشوارع

104

باتت تجتاح ملاعب كرة القدم المغربية اليوم ظاهرة جديدة. وهذه الظاهرة تسمى ظاهرة “الإلتراس” الذين يرفعون شعارات سياسية، منتقدةً سياسات الدولة. وأصبحت تثير انتباه الإعلام والسياسيين والمتتبعين للشأن السياسي بصفة عامة في المغرب، والمهتمين بتطور الحركات الاجتماعية، خصوصا منها المسيسة، فمنذ الحراك الشعبي الذي عاشه المغرب، أصبحت الحركات الاجتماعية في المغرب تأخذ طابع التسييس، وترفع مطالب وشعارات سياسية منتقدة ومعارضة للسلطة. وبخصوص ظاهرة “الإلتراس”، فهي ليست جديدة في المغرب الذي يعرف بقوة هذه المجموعات من المشجعين الكرويين، والتي بدأ تبلورها على مدرجات ملاعبه منذ عام 2005، حتى باتت إلتراس فرق مغربية كبيرة مثل “الوداد” و”الرجاء” في الدار البيضاء تصنف من ضمن الإلتراس العشر الأوائل في العالم من حيث التنظيم والعدد. وفي السنوات الأخيرة، اجتاحت ظاهرة الإلتراس باقي الفرق المغربية في المدن الأخرى، حتى بات لكل الفرق المغربية الكبيرة “إلتراسها”. ويقدّر المهتمون بالشأن الرياضي المغربي عدد جماهير الإلتراس بأكثر من مليون مشجّع.

في البداية، كانت جماهير الإلتراس ترفع شعاراتٍ رياضيةً، هدفها تشجيع فريقها الرياضي، والحط من معنويات خصومها داخل المدرجات، وغالبا ما كان ينتهي التنابذ بالشعارات إلى أعمال عنف وشغب تجتاح المدرجات، وتخرج إلى الشوارع. وكانت السلطة ترى في الظاهرة عاملا إيجابيا بالنسبة لها، لأنها تُبعد الشباب عن الحركات الاجتماعية ذات النفحة السياسية. ومن هنا، كان هناك اهتمام كبير بتشجيع الإلتراس في الإعلام الرسمي التابع للدولة. وفي حالاتٍ كثيرة، سعت السلطة إلى استعمال الإلتراس لتمرير بعض خطاباتها السياسية، وعملت أحزابٌ سياسيةٌ مقرّبة من السلطة على استقطاب جماهير الإلتراس للتصويت لصالحها في الانتخابات. لكن العلاقة بين الإلتراس والسلطة ظلت دائما متوترة، فشعار الإلتراس أنهم “ضد السلطة وضد الإعلام”، وبدأ هذا الشعار يتبلور أكثر مع القمع الذي واجهت به السلطة أعمال الشغب في الملاعب والإجراءات القاسية التي اتخذتها ضد بعض الإلتراس، عندما حضرت جماهيرها من دخول الملاعب، أو عندما قرّرت حل بعض الإلتراس.