عن مصير اتحاد كتاب المغرب

12

بتنحي الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام؛ تدخل هذه المؤسسة منعطفا جديدا يستلزم الإسهام الفعال والحقيقي، من خلال المشاركة الفعلية في طرح كل القضايا المرتبطة بصرح ثقافي لا يستهان به.
هذا ولا بدّ من تحميل المسؤولية للمكتب التنفيذي الذي لم يحرّك ساكنا في ما يعرفه الاتحاد من أعطاب واختلالات، الأمر الذي زاد من تكريس واقع الوضعية المزرية التي يعيشها اليوم.

هذا ما يقوله الكاتب المغربي صالح لبريني في هذا الصدد. وفي هذا السياق وبعيدا عن انتماءه للاتحاد فهو كأي مواطن مغربي فهو يدلي بدلوه حول هذه المؤسسة العتيدة، التي تشكل الرأسمال الرمزي للمجتمع ككل، ويشير إلى أن اتحاد كتاب المغرب شهد مرحلة فتور وتراجع، بل ارتكاسة حقيقية، بفعل عوامل مختلفة وأسباب عديدة؛ كانت وراء تأزيمه، وجعله مجالا للحروب والدسائس، وتحويله إلى ملكية خاصة تلزم الرئيس السابق ومن يدور في فلكه من مريديه وأتباعه. كما غاب دور الاتحاد عن الساحة الاجتماعية والسياسة التي من المفروض عليه الانخراط في قضايا المجتمع المغربي نقاشا وتداولا، والإسهام في سيرورة الحياة الثقافية. ليكون مصير الاتحاد الموت السريري؛ إذ ظل على هذه الحال طيلة خمس سنوات من رئاسة عبد الرحيم العلام، حيث الجمود والغياب كان العنوان البارز لمرحلته.
وهنا يرى المتحدث أنه لا بد من تحميل المسؤولية كذلك للمكتب التنفيذي الذي لم يحرّك ساكنا في ما يعرفه الاتحاد من أعطاب واختلالات، الأمر الذي زاد من تكريس واقع الوضعية المزرية، كذلك الصمت واللامبالاة من الجميع كان كافيا في تأزيم أوضاع الاتحاد.
وينوه المتحدث عن حاجة المثقف المغربي اليوم إلى اتحاد قوي مختلف ومتطوّر من حيث الرؤى والتصورات، وفق ما تمليه اللحظة والظرفية التاريخية والحضارية التي يمرّ منها المغرب والعالم العربي. هذا كما يعتبر هذا التوصيف للاتحاد دعوة من مواطن مغربي يعتقد نفسه فاعلا ثقافيا، غيرته منصبّة على هذه المؤسسة كي تستعيد دورها الثقافي ومهماتها التنويرية وتقود المجتمع إلى مصاف مجتمعات المعرفة والإبداع، وتكون تجسيدا حقيقيا للممارسة الديمقراطية، ومجالا للتعبير عن الرأي بكل حرية وجرأة، وبوابة لإشاعة ثقافة الاختلاف والاعتراف.