رحلة العذاب مع السل : بعد الأطباء ينتقل إلى النزلاء

4

بعد إصابة تسعة أطباء وعاملين بمستشفيي “الرازي” و”ابن طفيل”، التابعين للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، حالة جديدة لداء السل تُسجّل، هذه المرّة، وسط نزلاء مستشفى “سْعادة” للأمراض العقلية، بضواحي المدينة.

واستنادا إلى مصدر نقابي، فقد تدهورت الحالة الصحية للنزيل السابق بضريح “بويا عمر” بشكل كبير، خلال الفترة الأخيرة، قبل أن يتم نقله، مؤخرا، إلى مستشفى “الرازي”، وتؤكد الفحوصات الأولية التي أجريت له هناك بأنه مصاب بحالة حادة لداء السل الرئوي.

وروى المسؤول النقابي تفاصيل صادمة عن رحلة “علاج” النزيل المصاب. ذلك انه أجري له بمستشفى “الرازي”  فحص بالموجات فوق الصوتية للرئتين. واستوجبت حالته اجراء عملية جراحية رفض المستشفى اجرائها له دون دفع مبلغ 150 درهما كرسم إلزامي لإجراء العملية، رغم المحاولات العديدة مع ادارة المستشفى اذ أن نزلاء المستشفيات الأمراض العقلية والنفسية، كما نزيلات مستشفيات الأم والطفل، مشمولين بمجانية العلاج بمقتضى قرارات وزارة الصحة، التي تعفيهم من أداء تكاليف العلاج.

ولم تنته معاناة المريض الخمسيني عند هذا الحد، فما إن تم الشروع في محاولة إزالة المياه من رئته، حتى توقفت بعد ذلك بدقائق معدودة، فقد استعصى على الأطباء إجراء العملية، بعد أن تبين لهم بأن الجسم السائل الذي أظهره التصوير المسحي لم يكن في الواقع مياها وإنما ورما، ولم تشفع له خطورته ووضعه الصحي في إبقائه نزيلا بقسم الأمراض التنفسية بالمستشفى، بل جرى اتخاذ قرار بإعادته إلى المؤسسة الاستشفائية التي كان نزيلا بها، والتي يرقد بها حاليا في غرفة معزولة بطريقة بدائية طبيا، ودون اتخاذ أي إجراءات صحية لتفادي انتقال العدوى إلى باقي النزلاء والعاملين بالمستشفى.

وخلص مصدرنا إلى أن النزيل، يعيش حاليا في ظروف تُنتهك فيها كرامته، مغيب لأي متابعة طبية، يتناول بعض الأدوية مع غياب التغذية الصحية المستوجبة.

هذا ويدق المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية ناقوس الخطر محذرا من تفشي الوباء داخل المستشفى، خاصة في غياب الظروف والوسائل الملائمة لتفادي انتشار العدوى، داعيا المسؤولين “إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة لتجنب ما لا تُحمد عقباه”.