نساء مغربيات على خطى المناضلة سعيدة المنبهي

42

يقوم المقهى الأدبي والثقافي “دار سعيدة” الذي يوجد مقره بمدينة مراكش خلال السنة الجارية بإحياء الذكرى الأربعين لوفاة سعيدة المنبهي، وهي مناضلة شابة كانت تنتمي إلى منظمة “إلى الأمام” توفيت في 11 ديسمبر 1977 عن سن الخامسة والعشرين بعدما دخلت في إضراب طويل عن الطعام داخل السجن الذي احتجزت فيه لقضايا تتعلق بالرأي أثناء الفترة التي عرفت في المغرب بـ”سنوات الرصاص”.

وفي هذا الإطار، احتضنت “دار سعيدة”، ندوة ثقافية تحت عنوان المرأة المغربية وأشكال النضال، استضافت من خلالها ثلاثة من أبرز الوجوه النسائية المغربية في مجالات العمل الاجتماعي والسياسي والبحث الأكاديمي، ويتعلق الأمر بكل من الفاعلة الجمعوية عائشة الشنا ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وزعيمة فيدرالية اليسار الديمقراطي بالإضافة إلى الأكاديمية أسماء المرابط.

وبهذه المناسبة وخلال النقاش الذي نظمته الشبكة الجمعوية “مبادرة طارق بن زياد” وحضره عدد مهم من المثقفين والمتتبعين وشباب كثر من طلاب الجامعات، استعرضت كل من المتدخلات الثلاث تجربتها الشخصية في النضال من أجل النهوض بوضعية المرأة والمساهمة في تحريرها وتحسين أوضاع عيشها، وكذلك الصعوبات التي واجهتها كل منهن في مجتمع بطريركي يمنح السلطة للرجل ويحرم المرأة من حقوقها الطبيعية في المبادرة المساواة والاختيار الحر.
وقد أجمعت كل المداخلات على أهمية مكانة العلم للنهوض بأوضاع المرأة وحث المتدخلات جمهور الندوة الشباب الذكور والإناث منهم خصوصاً على الإقبال على القراءة والتكوين الذاتي والانخراط الفعال في ميدان العمل العام السياسي النقابي والجمعوي، إلى جانب ما يتلقونه في الجامعات، لأن خلاص الأجيال الراهنة والمستقبلية لن يتحقق إلا عبر التكوين الأكاديمي الفعال الذي تغذيه الممارسة العملية على أرض الواقع.