يعتزم المغرب تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية في الصحراء الغربية، عبر تشييد طرق وتطوير مدن ومرافئ وإنشاء مجمعات صناعية وتأمين رحلات جوية، من دون انتظار تسوية وضع المستعمرة الإسبانية السابقة سياسياً. ولتجسيد هذه السياسة الاستباقية، نظّمت السلطات المغربية مطلع الشهر الجاري «منتدى أعمال» كبيراً في العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، وهو أول حدث من نوعه في الصحراء التي تتنازع عليها «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (بوليساريو) والمغرب منذ سنوات.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية رقية الدرهم : «إنها منطقة غنية جداً، وتوجد إمكانات كبيرة في الصناعة وصيد الأسماك والزراعة والأوفشورينغ، ونرغب في رؤية مجيء المستثمرين الأجانب». ويهدف «منتدى فرنسا- المغرب» إلى إقناع الشركات الفرنسية بـ «إعطاء زخم جديد إلى أعمالها» في منطقة يُقدمها المنظمون على أنها «نموذج التنمية الإقليمية».
وأكد رئيس منطقة العيون حمدي ولد رشيد في حفل افتتاح هذا الحدث الذي استقطب عددا كبيرا من المقاولين وخاصة منهم الفرنسيين : «نريد دفع التنمية والاقتصاد». ويهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على أهمية هذه المنطقة نظرا لتموقعها على حدود أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وعلى «فرص ينبغي انتهازها» في قطاعات عديدة، مثل الإعمار والصناعة والزراعة وصيد الأسماك والطاقات المتجددة والسياحة.
وفي هذا الاطار أفادت مديرة الفرع المغربي لشركة «ويبير» مهى حميد، التابعة لمجموعة «سان غوبان» التي تعتزم فتح وحدة لها في المنطقة بعد كازابلانكا وأغادير، أن أي «شركة دولية تتمركز حيث هناك حاجات». وقال رئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في المغرب فيليب إيدرن كلاين: «نحن هنا للقيام بأعمال، ونشدد على ضرورة التنمية في الصحراء الغربية».
ومع مكتبتها الضخمة ومسبحها الأولمبي ومسرحها وملاعبها الرياضية الحديثة وساحاتها المزيّنة بنوافير الماء وأشجار النخيل، تعتزم منطقة العيون أن تظهر كواجهة الاستثمارات الضخمة التي أقامتها الرباط في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع أكثر من 49 بليون درهم (4.5 بليون يورو) مخصصة بحلول عام 2021 لخطة التنمية الوحيدة في المنطقة.