أعلن 22 من معتقلي «حراك الريف» في المغرب، بينهم زعيم الحراك ناصر الزفزافي، وقف إضراب عن الطعام احتجاجاً على إدارة السجن الذي يقضون فيه عقوباتهم بالدار البيضاء، بحسب ما أفادت محاميتهم بشرى الرويسي.
وأشارت الرويسي إلى أن المعتقلين اتخذوا هذا القرار «بعدما تلقوا وعوداً من إدارة السجن بالاستجابة إلى مطالبهم». وأكدت المندوبية العامة للسجون في بيان، أن «السجناء المعنيين اقتنعوا بالتراجع عن الإضراب عن الطعام وأعلنوا ذلك كتابة».
ويقضي 53 من قادة الحراك أحكاماً بالسجن بين سنة واحدة و20 سنة أصدرتها في حقهم محكمة استئناف الدار البيضاء في شهر جوان. وكان ناصر الزفزافي من بين ثلاث شخصيات اختارها البرلمان الأوروبي في بداية شهر أكتوبر للتنافس على نيل «جائزة ساخاروف» العريقة لحقوق الإنسان، والتي منحت الخميس للمخرج الأوكراني المسجون في روسيا أوليغ سينتسوف. حتى أنه تم توجيه دعوة له من طرف البرلمان الاروبي. ويقضي الزفزافي عقوبة السجن لمدة 20 سنة في الدار البيضاء بسجن عكاشة لإدانته «بالمشاركة في مؤامرة تمسّ بأمن الدولة». وهو برز كقائد لما يعرف بـ «حراك الريف» وهي حركة احتجاجية هزّت مدينة الحسيمة ونواحيها بشمال المغرب على مدى أشهر بين خريف 2016 وصيف 2017، إذ خرجت أولى تظاهرات الحراك في الحسيمة احتجاجاً على حادث أودى بحياة بائع السمك محسن فكري.
وسبق أن أوقف الزفزافي في 6 سبتمبر الماضي إضراباً عن الطعام خاضه لمدة أسبوع احتجاجاً على «ظروف اعتقاله». وأصدر العاهل المغربي محمد السادس في 22 أوت عفواً عن 188 شخصاً مرتبطين بـ «الحراك» في مناسبة عيد الأضحى، وفق ما أفاد مصدر في «المجلس الوطني لحقوق الإنسان». ولم يعرف العدد الاجمالي للأحكام المرتبطة بــ «الحراك»، نظراً لكون محاكم أخرى أصدرت عقوبات أيضاً في حق أشخاص على علاقة به، بعد تظاهرات أدت إلى اعتقال أكثر من 400 شخص، وفق جمعيات حقوقية. واستأنف جميع معتقلي «الحراك» في الدار البيضاء الأحكام الصادرة في حقهم، ولم يحدد بعد تاريخ بداية جلسات الاستئناف.