يطوف أوروبا بدراجته الهوائية رافعا شعار الحب والاخضرار

22

على مدى شهرين ونصف، طاف المواطن المغربي زكرياء بنعزوز، في عدد من المدن الأوروبية، ممتطياً دراجته الهوائية، وخلفه حقيبة لا تتضمّن سوى جواز سفره وهاتفه المحمول وخيمته الصغيرة، رافعاً شعار: «ليحب بعضنا بعضاً، ولنجعل عالمنا أكثر اخضراراً».
وقال بنعزوز بعد عودته إلى الرّباط مؤخرا، إنّ الترحال رافقه منذ الصغر، فقد رأى النور في إسبانيا، وتلقّى تعليمه الابتدائي في تونس، والثانوي في المغرب، قبل الانتقال إلى ألمانيا لدراسة الهندسة الكهربائية، وبعدها حلّ في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، ليتخصّص في مجال التسويق والأعمال.
أتاح له ذلك اكتساب التحدث باللغات الإسبانية والفرنسية والألمانية والإنجليزية، علاوة على العربية، وهذا ما ساعده في التواصل مع كل الشعوب الناطقة بها، خلال رحلته عبر أوروبا، وأحاديثه مع مواطنيها.
وفي سؤاله عن هدفه من هذا الطّواف، أوضح أنّه ينسجم مع الشّعار الذي رفعه، تكريساً للتّعايش والتفاهم بين مختلف الثّقافات، وإشاعة القيم الإنسانية، وحفاظاً على البيئة التي تتعرّض للتّخريب، في عالم تهدّده النّزاعات والحروب الدُّولية.
أضاف الرجل البالغ من العمر ثمانية وأربعين سنة، أنّ مبادرته ترمي إلى إعطاء صورة إيجابية عن المواطن العربي في سعيه نحو السّلام، ومحو الصّورة السّلبية التي يحاول الإعلام الغربي إلصاقها به عند كل هجمة إرهابية.
بعد خروجه من مدينة طنجة، (شمال المملكة)، مسقط رأس الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، بدأ بنعزوز رحلته انطلاقاً من الجزيرة الخضراء في إسبانيا، مروراً بفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، ووصولاً إلى سويسرا، اعتماداً على تمويله الشّخصي وإمكاناته الذّاتية ومدّخراته المالية، وبدعم من العائلة، وبعض المعارف والأصدقاء. وأوضح أن ما ساعده هو وضعه العائلي باعتباره عازباً لا يتحمل حالياً أي مسؤولية.
في المدن الكبرى والعواصم الأوروبية، كان يستقبل من طرف بعض مسؤولي المجالس، والأحزاب السياسية، والجمعيات، وممثلي سفارات المغرب وقنصلياته، ويقول إنّ كل ذلك موثّق لديه بالصّور.
وما ساعده أيضاً على تحمل تعب الطريق، كونه يمارس الرياضة بانتظام، ولا يدخن، ولا يشرب الكحول. مشيرا إلى أن دراجته الهوائية، لم تخذله أبداً، باستثناء مرة انفجرت فيها العجلة، ليقطع بذلك مسافة تقدر بنحو أربعة آلاف كيلومتر.