أفادت وزارة الداخلية الإسبانية، بأن المغرب اعتقل إرهابياً مفترضاً كان يعتزم تنفيذ اعتداء في مدينة إشبيلية (جنوب إسبانيا).
وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية لم تشأ الوزارة توضيح ما إذا كان الشخص المقيم في إشبيلية أراد القيام بذلك خلال أسبوع عيد الفصح، خصوصاً أن عاصمة الأندلس تشهد في هذه الفترة حضور مئات الآلاف من السياح.
وفي هذا الصدد قالت الوزارة في بيان إن «الشرطة الوطنية وأجهزة الاستخبارات الإسبانية والمغربية قامت بعملية لمكافحة الإرهاب، انتهت باعتقال (جهادي مفترض) في المغرب كان يعتزم ارتكاب اعتداء في إشبيلية». وعمدت قوات الأمن إلى مداهمة منزل المشتبه به في إشبيلية. ولم يصدر عن السلطات الأمنية المغربية، أي بيان بشأن حادث الاعتقال.
وحريّ بالتذكير أن المغرب وإسبانيا تمكنا من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية التي تنشط على مستوى البلدين بطريقة منسقة ومتزامنة بسبب تعاونهما المكثف في مجال مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات بين الأجهزة المكلفة بالاستعلامات، لا سيما في مجال محاربة شبكات استقطاب مقاتلين لفائدة المجموعات الإرهابية.
ورفع المغرب وإسبانيا من مستوى تعاونهما الأمني بعد هجوم برشلونة الذي أوقع 16 قتيلاً في عملية دهس بشاحنة استهدفت حشوداً في شارع لارامبلا ببرشلونة بإقليم كاتالونيا في 17 أوت 2017. حيث زار خوان إغناسيو ثويدو، وزير الداخلية الإسباني، الرباط، بعد أسبوعين من تلك الهجمات، والتقى نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، وعقدا لقاء عمل حول التحديات الأمنية التي تواجه البلدين، لا سيما بعد أن كشفت التحقيقات تورُّط أربعة مغاربة كانوا أعضاء في الخلية الإرهابية الموالية لتنظيم «داعش»، التي نفّذت الهجوم، فيما أعلن عن مقتل الإمام المغربي عبد الباقي السعدي الذي يُعتقد أنه كان وراء تطرف الشباب الذين نفّذوا الهجمات في انفجار عرضي وقع في منزل كان يستخدمه المشتبه بهم لتصنيع المتفجرات.
هذا وعبّرت وزارة الداخلية الإسبانية حينها عن رغبتها في الارتقاء بالتعاون مع المغرب وجعله أكثر نجاعة، وتكييفه مع التطور الذي عرفته الممارسات الإرهابية والإلمام بالأنماط الجديدة للتطرف. وتصف الرباط ومدريد مستوى تعاونهما بـ«العالي والنموذجي»، وأن شراكتهما الأمنية «مبنية على المسؤولية المشتركة والثقة المتبادلة».