ذكرى تأسيس “أخبار اليوم”.. ويحمان: تؤدي الضريبة.. وصدوق: بين المغايرة والاختلاف

6

تطفئ جريدة “أخبار اليوم”، بحلول شهر مارس، شمعة الذكرى الحادية عشر لتأسيسها، وسط مزيد من التضييق والحصار؛ ورفقة طاقمها الشاب والطموح، تخوض الجريدة وتواجه في كل يوم الصعاب التي تستهدف وجودها وبقاءها، وتمضي منارة تُزين الحقل الصحافي والإعلامي الوطني بشهادة كثير من المثقفين والسياسيين.

في ذكرى التأسيس، ينشر “اليوم 24” تباعا شهادات مثقفين وسياسيين وفنانين، وقد اختلفت مرجعيات أصحابها ورهاناتهم.

أحمد ويحمان:

بداية، نبارك لطاقم “أخبار اليوم” ذكرى تأسيسها ونتمنى لها مزيدا من التقدم والتطور نحو الأفضل، كما نتمنى لمؤسسها ومديرها الأستاذ توفيق بوعشرين استعادة حريته والعودة إلى موقعه في تنوير الرأي العام بتحليلاته وافتتاحياته المتميزة، مهما كان رأينا فيها. إذ كانت الصحيفة ولازالت تؤدي دوراً في الرفع من مستوى النقاش السياسي، على خلاف المنحى الذي ما انفك ينحوه إعلامنا نحو الانحدار خلال السنين الأخيرة للأسف.

أما رأينا في الجريدة، فإننا نعتبرها إضافة نوعية في المشهد الإعلامي الوطني بحرصها على تحقيق حد من الاستقلالية التي رفعت رصيد مصداقيتها بين القراء، وفرضت بذلك كثيرا من الاحترام.. وربما كان ذلك هو ما يفسر ما تؤديه من ضرائب في المضايقات التي تطالها وتطال بعض محرريها.

قد نتفق وقد نختلف مع موادها ومع خطها التحريري، إلى هذا الحد أو ذاك .. لكن هذه الجريدة منبر يفرض كل الاحترام. واصلوا وارتبطوا بنبض الشعب وبمشاكل الناس أكثر وأكثر .. تكسبوا، تضامننا معكم.

صدوق نورالدين:

إن أي حديث عن جريدة “أخبار اليوم” من منطلق كونها التمثيل عن منبر إعلامي جاد ورائد، وفي ضوء هذه الاحتفائية السنوية، يجدر أن يتحقق من كون فكرة التأسيس انبنت على المغايرة والاختلاف. بمعنى أن تكون الصورة التي يعلن فيها هذا المنبر عن ذاته تتحدد في مبدأين: الجرأة والموضوعية. الجرأة في تناول وملامسة أبرز القضايا عكس البعض الذي يوتر السكوت عنها. والموضوعية باعتبار أن المنبر لا يعكس توجها حزبيا ولا يتمثل إيديولوجية يراهن الدفاع عنها.

من ثم، وبالاستناد إلى المبدأين، فإن هذا المنبر يعد حداثيا تنويريا على السواء. وهو ما أكسبه ثقة القارئ الحريص على المصداقية، مثلما التفاعل والأقلام التي يحسها تخاطب فيه وباستمرار قناعة أن الإعلام هو بالتأكيد، الإعلام الذي ينزع إلى ترسيخ قيم الحرية، ويدعو إلى تفعيل العدالة الاجتماعية على كافة المستويات، مثلما يتوق إلى أن يمارس الفعل السياسي في أنقى صوره نظافة.

بيد أن اختيارا من هذا القبيل، لا يمكن تحققه في ظل الشرط الاجتماعي المحافظ والتقليدي. ومن ثم، فإن منبر “أخبار اليوم” واجه وما يزال يواجه عراقيل وصعوبات تتمثل في شح الموارد المالية التي يعكسها حرمانه من الدعم المالي المستحق، في محاولة لكسر الحرية في القول، وعلى التعبير. هذا الكسر يواجه بالتحدي والصمود. تحدي صحافيين اختاروا الاستمرارية على النهج ذاته، والصمود مهما كانت حدة العراقيل والصعوبات.

إن جريدة “أخبار اليوم” كما عرفتها وأعرفها، وكما حرصت وأحرص على الكتابة فيها، أحس وبقوة أنها تمثل خط التزام يعكس مواقفي وآرائي، ولست الوحيد، وإنما كل القراء والمبدعين من مختلف التوجهات والمشارب. ولي في الختم ولمناسبة هذه الذكرى الرفيعة والسامية، تحية إلى العاملين جميعا في هذه الجريدة، ونحو استمرارية جريئة وموضوعية.